ثمة خيط رفيع بين الطيبه او البراءه والسذاجه .. فالطيبه تعني نقاء النية وصفاء السجية والعفوية والتلقائية أما السذاجه فتشير الى الغباء والوقوع صيدا سهلا للخداع والمكر والكيد .. والصراع بين الخير والشر والفضيلة والرذيلة صراع أزلي لا نهاية له حتى يوم القيامه ، وإذا كان هناك نوع من البشر طيبين بالفطره فإن هناك نوع آخر من البشر غلبت عليهم نزعة الشر وتملكتهم حتى بدأو يسخروا من الطيبه ويصفوها بالغباء والعجز والضعف والمهانه
الطيبه تعني أن يكون المرء تلقائيا وعفويا وودودا ومتسامحا يحب الآخرين ويتمنى لهم الخير ويسعى الى مساعدتهم ومشاركتهم في أوقات الفرح والحزن .. إن المرء الطيب يمارس طيبته ببساطه وعفويه كما يتنفس إنه طيب لأنه طيب وكفى .
فهل فكرت يوما في أبعاد أن تكون طيب القلب ؟
هل تأملت ماذا يمكن أن يحدث لك وللعالم من حولك حينما تكون في غاية الطيبه والموده .. مرهف الحس والإحساس وطيب النيه والسجيه ؟
إن خبرة الأيام والسنين تقول لك إن أثر الطيبه لا يقتصر عليك وحدك بل تمتد الى عالمك الخاص حيث إسمك ورسمك وأهلك وأصدقائك وقبيلتك والى حيث عالمك الآخر البعيد الممتد حيث كل الذين يشبهونك في المظهر والسلوك والصفات .
إن الحياه ياصديقي .. ليست بالأيام التي نعيشها ولاباوراق التقويم التي ننزعها يوميا ونلقيها خلف ظهورنا ، إن الحياه هي مانزرعه من حب وطيبه في قلوب الناس ومانعيشه في داخل تلك القلوب من الغلاف الى الغلاف ..
" لم يدفئني نور العالم بل قول إنسان لي أني ذات يوم أضأت نورا في قلبه"
ومابين الطيبه والسذاجه هناك الكثير من التأملات والحكايات والخبرات والأفكار كل يرى فيها تجربته وخبرته وخيبته وتفاؤله وتشاؤمه .. وتظل الحياه هي الحياه بتناقضها و إزدواجيتها وغرابتها ، ويظل الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان يبحث في النهايه عن قلب عطوف وصدر حنون وعيون محبه تبصره من الأعماق [center][i][b]